كورونا لم تأت لتقتل وتبيد كورونا جاءت لتحيي . نعم ، جاءت
لتحيي ضمير اﻷمة جاءت لتوقظنا من غفلتنا جاءت لترينا صغر حجمنا .
جاءت لتقول لنا أن هناك ربّاً غفلنا عن ذكره وهو القادر على استبدالنا في عشية وضحاها ، ذرة لا ترى بالعين المجردة أوقفت العالم بأسره ولم تقعده .
شلت أركان دول وأمم ، اهتزت لها منصات العالم ، وتحركت بإسمها منظمات وجمعيات سمعت صرير أقلام الكتاب والفلاسفة ، كنا نظنها مجرد فايروس ابتلي به أقوام لم يعرفوا اﻹيمان والتحصين والتوكل على الله .
كنا نردد : تسلطوا على اﻷقلية المسلمة في بلادهم فسلط الله عليهم جنداً من جُنده ، الذي لا يعلمها إلا هو ، أوقفت على إثرها مدارسهم و معابدهم ومصانعهم أما نحن ماذا حل بنا فقد أوقفت كورونا أقدس مقدساتنا وأوقفت أطهر بقاع اﻷرض عن ممارسة العبادة فيها
والله إنه لمصاب جلل ، تهتز له القلوب وتقشعر له اﻷبدان هل أدركنا عظم مصابنا لو أنها أوقفت الطواف لساعات لكفى بنا من
ألم
مع كل هذا لم تدمع أعيننا ولم تهتز مشاعرنا ، أمسينا ونحن نتبادل اﻷخبار عن إغلاق الحرمين وإيقاف الطواف والزيارة في الروضة
كورونا لم توقظنا من غفلتنا ولَهونا عن ديننا ، هي مجرد فايروس أخافنا وأرعبنا وأضج مضاجعنا .