رمضانيات / 8
منزلة الوحشة والغربة :
(( بدأ الإسلام ُغريبا ً ثم يعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء )) .
قيل: يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: الذين يُصلِحون إذا فسد الناس»
هذه الفئة هم الغرباء في كل زمان ، فأهل الإسلام في الناس غرباء ، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء .
ولكن هؤلاء : هم أهل الله حقاً فلا غربة عليهم ، فإنهم لم يأووا إلى غير الله تعالى ، ولم ينتسبوا إلى غير رسول : الله – صلى الله عليه وسلم – .
فهذه الغربة : لا وحشة على صاحبها ، بل هو آنس ما يكون إذا استوحش الناس ، وأشد ما تكون وحشته إذا استأنس الناس .
قال الحسن : المؤمن في الدنيا كا الغريب لا يجزع من ذلها ولا ينافس في عزها ، للناس حالٌ وله حال .
هؤلاء هم : ( القابضون على الجمر حقاً) ، فلغربتهم بين هذا الخلق ، يعدونهم أهل شذوذ وبدعةٍ ، وسطحيون ، ومتطرفون وسلفيون متشددون ، و ظلاميون .
ويعيشون خارج التاريخ .