آخر الأسبوع عصا موسى :- عندما عاد موسى من مدين سأله الله تعالى : عند جبل الطور ( وما تلك بيمينك يا موسى ؟ ) . لم يكن المقصود بالإستفهام ، عن ماهية العصا فموسى يعلم أن التي في يده عصا . لكن لعل الله تعالى يريد أمراً آخر غير ذلك . وهو أن يقرره ويجعله على يقين كامل بأن التي في يده هي فعلاً عصا. كي لا يتبادر إلى ذهنه بعد رؤية المعجزه : أن التي في يده لربما كانت فعلاً حية ، ولم ينتبه لها في الظلام . فهذا استيثاق من العليم الحكيم ، وتوطئة لتخفيف المفاجأة من وقع ،الحدث . والله اعلم بمراده .
ولربما هناك من يقول : لماذا لم يبقها الله تعالى على حالتها الخشبية ويخلق فيها الحياة ، وتنبت أوراق وأغصان ؟ يمكن أن يُقال : لعل الحكمة في نقلها من عنصر النباتية الى عنصر الحيوانية . ابلغ وأكثر تأثيراً في وقع المعجزة على موسي وعلى فرعون ، وملئه .
ثم تأمل هذا الطاغية الذي أفسد الدنيا من حوله ، عند ما رأي ثعبان موسى استبد به الهلع ، وأدرك حجم المخاطر التي قد احاطت به . وأن عرشه سينهار على يد موسى . فالتفت الى مستشاريه ، وقال لهم بأسلوب ، البائس المهزوم ، المنهار ماذا تأمرون ؟ . بدلا ما يقول أشيروا عليّ . كما قالت بلقيس : لمستشاريها :عندما استلمت رسالة ، سليمان : ( يا أيها الملاء أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون ) من الملاحظ :- ان الطبيعة البشرية في حبها للهيمنة والتسلط : هي هي ، لم تتغير من عصر الفراعنة الى اليوم بل هي في هذه الأزمنة أكثر شراسة ووحشية . فإذا كان فرعون أكتفى بقتل الأبناء. ———– ففراعنة هذه الأزمنة هم أشد فساداً وفتكاً وطغياناً : فقد قتل بعضهم : الأطفال والنساء والشيوخ ودمروا المنازل وجرفوا التربه وقلعوا الأحشاء ، ومنعوا المواد الإغاثية أن تدخل المدن المحاصرة ، ليموتوا جوعاً. وبعضهم حكم بلاده السنين الطوال ولما ثار عليه شعبه وأسقطه بسبب ما ارتكبه من مآسي ومظالم ، استعان بدولة أجنبية لتعيده إلى الحكم أو يقبلوا بأبنه ، وريثاً له في الحكم المطالب العالية .