فرعون ، وبلقيس بلقيس :- علمت بلقيس : أن سليمان – عليه السلام – ملك قوي لا مجال للمواجهة معه عسكرياً ، فاستدعت كبار مستشاريها العسكريين ، وعرضت عليهم الأمر، ولم تأخذ بغالب مشورتهم . وكان رأيهم : ( قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ) وقررت ان تنحى منحا آخر في حكمة السياسة والتدبير بعيداً عن تشدد العسكر ، فأرسلت هدية لمعرفة توجهات سليمان وفي النهاية قررت السفر لمقابلته بعد ما تبين لها تصلب موقفه لتجنب شعبها ويلات الحرب . أما فرعون :- فقد رأى فرعون من موسى : غاية اللطف والأدب مع الملوك ، فهو لم يستفزه وينتقص من كبريائه ، ومع ذلك رفض الدعوة دون الرجوع إلى كبار مستشاريه لمدارسة الأمر معهم ، وخصوصا بعد مشاهدة معجزة موسى التي تحوي أمر خطير فيه تهديد لسلطاته ، فيحتاج فيه الأمر إلى عدم الإنفراد بالقرار . هكذا الطغاة في كل زمان ، لارأي إلا ما يرون ، وفي هذه الأزمنة أشد تمسكاً بالسلطة والهيمنه ويواجهون المعارضين لسلطتهم بأشد انواع القمع فافسدوا شعوبهم وأفسدوا الدنيا من حولهم . المطالب العالية ابو نادر