· اعلم يا أيها الإنسان : ان العلم والقرآن ، وكلام الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسائل وصلات من رب العالمين وتنبيهات ، وروادع وزواجر واردة إليك وكذلك الشيب في رأسك ، زاجر ورادع وموقظ قائم بك . فلا أنت فيما ورد إليك مستيقظاً ، ولا أنت معتبراً بما حل بك من تصاريف الزمان منزجراً
· والعاقل بعتبر بهذا ويتمم نقائص خلقته بتقدمه في السن : بفضائل أخلاقه وأعماله فكلما فقد من من جثمانه أثر ، زاد في إيمانه أثر ، وكلما نقص من قوى بدنه زاد في قوة إيمانه ويقينه ، ورغبته في الدار الآخرة ، فإن لم يكن ، فالموت خير له .
· لأن زيادة عمره مع وجود العيوب والنقائص ،فإنها زيادة في ألمه وهمه وغمه وحسرته ، ، وإنما جمال طول العمر ، إذا كان مجال للتذكر وتدارك ما فرط في ما مضى عمره وتدارك الفرص والقيام بحقوق الاخلاص والتوبة من جميع المعائب .
· قال الله تعالى: ( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير )فاطر/37 فمن لم يورثه التعمير، وطول البقاء ، إصلاح معائبه ، وتدارك فارطه ، واغتنام بقية انفاسه ، فيعمل على حياة قلبه وحصول النعيم المقيم ، وإلا فلا خير له في حياته .
· فإذا طال عمره وحسن عمله ، كان ذلك زيادة له في حصول النعيم . أما إذا طال عمره وساء عمله ، كان ذلك زيادة في ألمه وعذابه ، ونقصان من بركات عمره . وفي الحديث المرفوع : ( خيركم من طال عمره وحسنعمله ، وشركم من طال عمره وقبح عمله ) .