المسلم أخو المسم ، لا يظلمه ، ولا يسلمه ولا يحقره ، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .
ومن ثمرات الإنسانية في الإسلام مبدأ المساواة الإنسانية ، وهي أساس هذا المبدأ فالإسلام يحترم الإنسان ، ويكرمه من حيث هو إنسان . يقول الله تبارك وتعالى: ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )
لقد قدم جبلة بن الأيهم ، أحد ملوك الغساسنة ، على سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه معلناً إسلامه ، فرحب به عمر وأنزله منزلته .وفيما كان هذا الملك يطوف حول الكعبة ، داس بدوي من فزارة ، خطأً على طرف ردائه فأزاحه عن كتفه فالتفت إليه الملك ، وضربه ضربةً هشَّمت أنفه .
فما كان من هذا البدوي إلا أن أتجه إلى عمر بن الخطاب ليشكو الملك ، فاستدعى عمر الملك ، وقال له : ياابن أيهم ، جاءني هذا الصباح هذا البدوي ، يدعي أنك هشمت أنفه ، أصحيح ما ادعى عليك ؟ .
قال جبله : لست ممن ينكر أو يكتم شيئاً ، أدبتُ هذا الفتى ، أدركت حقي بيدي . يا جبلة : أرض الفتى ، لا بد من أرضائه ، أو يُهشمن الآن أنفك ، قال الملك : كيف تساوي بين الملك ، وبين السوقه ؟ ، أنا مرتد عن الإسلام إذا أكرهتني على هذا الأمر .
فقال أمهلني إلى غداً أفكر في الأمرفارتد عن الإسلام وتسلل ، في جنح الظلام متجهاً نحو الشمال ، وحين ما دنى أجله ندم على فعلته وعدم تنفيذ حكم عمر وقال عدة أبيات منها : هذا البيت :
يا ليت أمي لم تلدني وليتني ـــ رجعت إلى الأمر الذي قاله عمر.