لطيفة : ذكر أن عمر بن عبد العزيز ، كان إذا أصبح أمسك بلحيته ثم قرأ قوله تعالى : ( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ . ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ . مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ) .
من المعلوم أن الله تعالى هو خالق الأسباب والمسببات ، وهي طوع مشيئته ، وقدرته ، ومنقادة لحكمه ، إن شاء أن يبطل سببية الشئ أبطلها ، كما أبطل صفة احراق النار على خليله وإغراق الماء على فرعون وقومه .
فالله سبحانه وتعالى مطلق القدرة ان شاء : أقام لتلك الأسباب موانع تمنع تأثيرها مع بقاء قواها وإن شاء خلى بينها وبين اقتضائه لآثارها ، فالدعاء قد يمنع المصيبة أو يخفف من آثارها .
كم أن تعلم معاني وأسرار القرآن يأتي من سبب وهو طلب لعلم ، إلاّ أن الله تعالى يعين على ذلك السبب ويسهِّل الوصول إلى هذه البغية بالدعاء ، والإخلاص في العمل الصالح : قال تعالى عن ذي القرنين : ( وآتيناه من كل شئ سبباً ) .
قيل : علماً وقيل : علماً تسبب به ما يريد ، وقد سمى الله تعالى الطريق :ـ