آخر الأسبوع – ٢٤ عالمية الرسالة الخاتمة قد اشتملت هذه الرسالة الخاتمة ، على خلاصة ماورد في الكتب السابقة جميعاً : من التشريعات وقضايا التوحيد والفضائل . ولما كانت الأمم السابقة في تلك الأحقاب السحيقة ، تعيش في شبه عزلة جغرافية عن بعضها البعض ؛ كان من المناسب أن يبعث الله تعالى لكل أمّة رسولاً منها ، ليعالج الأدواء التي تفشّت فيها ، وقد ذكر القرآن الكريم طائفة من الأدواء الّتي انفردت فيها بعض الأمم . فمنهم من اشتهر فبتطفيف الكيل ، وأكل أموال الناس بالباطل ، مثل قوم شعيب ومنهم من ميز بين طوائف الأمة وادّعى الألوهية مثل فرعون . ومنها اللوطيّة … إلى آخره . فاقتضت إرادة الله وحكمته : أن تكون مهمة كل رسول تنحصر في معالجة تلك الأدواء المستوطنة في بيئآتهم ، وأيد كل رسول بمعجزات حسيٓة خارقة ، من جنس ما برع فيه قومهم . وقد قص القرآن مصير بعض الأمم التي لم تستجب لرسلها ، وكيف أهلكهم الله واستأصل شأفتهم ، مثل : قوم نوح ، وعاد، وثمود ، وقوم لوط ، وغيرهم . وقد علم الله أزلاً أنّ البشرية ستنال حظاً من العلم والرقيّ الفكري والمدنية ، وستكون أكثر اتصالاً فيما بينها ، وتتحد أدواؤها . فكان ذلك متفقاً مع ظهور الرسالة الخاتمة . قال الله تعالى : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ) . المطالب العالية