آخر الأسبوع – ٢٣ سلطان العقيدة . قال عنه الإمام أحمد بن حنبل : لم أجد أكثر علماً من عبد الله المبارك . كان يعمل في بستان ، وفي أحد الأيام طلب منه صاحب البستان أن يأتيه برمانة : فأتى برمانة وعند ما قشرها وجدها حامضة لم تنضج بعد ، فقال له : أحضر رمانة حلوة ناصجة فجاء برمان حامض ثلاث مرات . فغضب عليه صاحب البستان ، وقال له : الم تفرق بين الحامض والحلو ؟ قال والله ما ذقته قال كيف ؟ وأنت تعمل معي هذه السنين !! . قال لم تؤذن لي بالأكل من بستانك . فتعجب من أمانته . فزوجه ابنته ، فأنجبت له : عبد الله المبارك الذي ملأ الدنيا علماً ، وأعظم شخصية علمية في زمانه . قيل عنه : من خشيته وورعه أرتفع عن بني زمانه …… إذا رأيت في مجتمع ما : انتشار الغش في التعامل ، وتفشي المحسوبية ، وقلت الأمانة ووجدت الرشاوي ، وقلة نزول الأمطار ، وصعوبة الحياة ، وخلل في التعاملات الإجتماعية ، واختفاء مظاهر الذوق العآم : فابحث عن منظومة القيم الدينية في هذه المجتمعات ، لأن اصلاح النفوس من الداخل من أعظم المبادئ التي تنادي بها الشرائع السماوية . ان تأثير العقيدة على النفوس : هذا ما أفزع الروس عن حقيقة الدين ، وسلطانه على النفوس ، خلال معاركهم مع الأفغان ، فقد راعهم ذلك الصمود والثبات ، فقد شاهدوا الجنود الأفغان يؤدون الصلاة في صفوف متراصة ، والقذائف تتساقط من حولهم ، وأزيز الطائرات فوق رؤسهم ، ولم تثنهم عن تأدية صلاتهم في خشوع وهدوء . فلا تعجب من سلطان العقيدة على صاحب الرمان ، هذه الفئة من المؤمنين ، يعلمون شدة الحساب إذا نصبت الموازين ، حتى مثاقيل الذر تؤخذ في الحسبان . وهذا أمر ينبغي أن يدركه من يتدبر القرآن ، سيجد حشد هائل من الآيات التي تحذر من المخالفات ، ( وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) ، المطالب العالية