( وإذ أسر النبيُ الى بعض أزواجه حديثاً فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض ) التحريم / 3 .
لم يتوسع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سرد كل التفاصيل . قال سفيان : ما زال التغافل من فعل الكرام ، وقال الحسن : ما استقصى كريمُ قط .
وهذا يفيد مزيد اهتمام بمرضات أزواجه ، وهذا من مزيد كرم اخلاقه وشمائله العظيمة ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مع الأهل والأقرباء أعظم شأناً .
وقال الشاعر : ليس الغبيُ بسيدٍ في قومهِ ــــــــ ولكن سيدَ قومَه المتغابي . عندما سألته : (من أنباك هذا) لم يرد الرسول ان يوقع بينهما خوفاً لما قد ينشأ بينهما من الأحقاد الدفينة التي يصعب علاجها ، ولذلك ذكر الصدق : ان الله هو الذي أخبره .
وهذا أيضاً من كمال خلقه ، وأنك تجد من الخبثاء من الناس من قد يلجأ إلى تدمير العلاقات ، وبث الفرقة بنقل أخبار كاذبة .
وهذا درس نبوي كريم ينبغي الوقوف عنده ، يبين اهمية حسن العشرة مع الزوجات والتلطف في المعاتبة والاعراض عن التوسع في تفاصيل الذنب .