عندما قال برتراندرسل الفيلسوف الإنجليزي المعاصر : إن سيادة الزجل الأبيض قد انتهت .
لم يقل ذلك لأنه قد خلا من : العلم أو فرغ من التقدم المادي ، أو توقف عن الصعود الدائم ، في عالم الإنتاج ، وغزو الفضاء.
ولكنه قال ذلك : لأن الرجل الأبيض قد فرغ من الداخل . فرغ من العقيدة الصالحة ، فرغ من الروح ، فرغ من الأخلاق ، بمعناها الإنساني الواسع
لا بمعناها النفعي الضيق ، الذي يمارسه الغرب في وقته الحاضر .
ولو كان التقدم العلمي له انعكاسات في جانب القيم ، لوجب أن يرتفع
الغرب الْيَوْمَ ، إلى القمة الإنسانية العليا في كل ميدان من ميادين السلوك البشري .
ولما وجد هذا التردي الكريه الذي يطل به الغرب على العالم الْيَوْمَ : التمييز العنصري ، التدخل في شئون الآخرين الإنحلال الخلقي .
الإنحطاط الروحي .
والصراع الكريه على التوسع في مناطق النفوذ ، والتملك على حساب الكرامة البشرية ، والفزع المدمر الذي يعيشه العالم من خوف الحروب والهلاك .
وما أتفه تلك الكذبة الكبيرة : أن الطائرة قد قربت أقطار العالم بعضها إلى بعض ثم أحس الناس بقرب المكان ووحدة الإنسان دعونا ننظر : هل يسود العالم السلام بعد هذا التقارب المكاني ؟ .
أم ازدادت مساحة النزاع البشع وانتشرت بؤر الصراع ، إنها في الحقيقة المشاعر من الداخل ، وليست الطائرة وليست الصواريخ ولا شبكة التواصل الإجتماعي التي تقرب الروابط .
إنها العقائد التي هي أضخم شئ يحرك النفس من الداخل ، إنه العبودية لله : هي التي تطهر النفس من الداخل ، ويستمد منها التوازن الروحي لأنها نفخة من روح الله .