‫الغرباء في العالم  ‬

الغرباء : منتسبون إلى الله بالعبودية له وحده ، وإلى رسوله بالاتباع .

هؤلاء هم : القابضون على الجمر حقاً : لغربتهم بين هذا الخلق .

يعدونهم أهل الدنيا : أهل شذوذ ، وبدعة ومفارقة للسواد الأعظم ، ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ )

فكيف لايكون المؤمن السائر إلى الله على طريق المتابعة غريباً بين هؤلاء الذين قد اتبعوا  أهواءهم . 

ولهذا جُعل للمسلم الصادق في هذا الوقت إذا تمسك بدينه أجر خمسين من الصحابة، وهذا الأجر العظيم ، إنما هو لغربته بين الناس .

كيف لا يكون العبد في هذه الدار غريباً وهو على جناحُ سفر لا يحلُّ عن راحلته ، إلا بين القبور ، فهو مسافر في صورة قاعد ، ينهشه الزمن وهو غافل .

 المطالب العالية