يروى أن الخليفة المأمون قد أم الناس بالحرم النبوي الشريف ، فلما فرغ من صلاته وأدار وجهه للناس ، رأى رجلاً فأعجبه سمته ، فسأل عنه ، قيل : هو صفوان بن عيينه .
فنادى غلامه بكيس به خمسمائة دينار ، فقال : اذهب به وقل له يستعين بها على شئون الحياة فلما ذهب إليه وجده في صلاة ، فانتظره حتى فرغ ، فقال له : ما حاجتُك ؟ قال : هذه من أمير المؤمنين . لتستعين بها على الحياة .
قال : لم يرسلك إليّ ، قال : ألست صفوان بن عيينه ؟ قال : بلى قال : فهذا من أجلك . اذهب الى أمير المؤمنين وتثبت منه ، فعندما قفل راجعاً ، التقط حذاءه وخرج مسرعاً ، ولم يُر في المسجد ، حتى غادر أمير المؤمنين إلى الشام .
انظر شدة الورع ، وشدة الخوف على أنفسهم من المال المشبوه وعظمة نفوسهم وقدرتهم على كبح شهوة حب المال . وهذا لعلمهم بشدة الحساب يوم القيامة،