طيارا لامعاً ذا مركز مرموق ، على الخطوط البلجيكية ، انزلق في قضية المخدرات فتحكمت به وهيمنت عليه مع الأيام ، فلم يفلح في انقاذ نفسه من هذا البلاء فكانت العاقبة التي لا بد منها أن فقد وظيفته ، وقعد متفرغاً يجترّ بلاءه الذي تمكن منه وأحاط به .
وشاء الله أن يسمع عن الإسلام ، ما شدّه إلى دراسته والتعرف عليه ، فما هو إلا أن أن سرى الإسلام إلى عقله يقيناً وإلى نفسه محبة وأنساً ، فاعتنقه وألزم نفسه بمبادئه وأحكامة .
يقول هذا الطيار : فما هو إلا أن أيقظني الإسلام إلى إرادة قوية ، لم أكن قد شعرت بها يوماً في كياني ، وماهو إلا أن قادتني هذه الإرادة إلى التحرر من سائر الموبقات التي كانت قد استعبدتني ، وفي مقدمتها الوقوع في براثن ( المخدرات ، والزنا وتعاطي الخمور) : فساءت أحوالي وتدهورت صحتي وبعد أن شافاني الله تعالى عدتُ من بعد إلى عملي ، طياراً على الخطوط الجوية البلجيكية .
مسجد ومعهد في بروكسل : ـ
وقد جاء فيما بعد إلى موعد ، لمقابلة مدير المركز الإسلامي في بروكسل آنذاك الشيخ محمد العلويني ، ليخبره عن تبرعه بأرض يملكها في إحدى أعظم المواقع في ضواحي بروكسل ، ، وعن رغبته في أن يبني مسجداً ومعهداً للعلوم الشرعية .
أليس هذا هو التحرر الحقيقي الذي لا يرتاب فيه إلا مكابر ؟ أليس التحرر الداخلي من ظلمات النفس ، البوابة التي لا بد منها إلى التحررالخارجي ؟ .
ثم هل بوسعك أن تعثرعلى سبيل يوصلك إلى هذا التحرر إلا سبيل الإسلام المهيمن الفعال ، لقد تحرر هذا الطيار من ظلمات المخدرات والخمور وظلمات الكفر وانظم إلى قافلة النور والحرية المطلقة والعيش مع الله .