يقول صاحب الظلال : الإرتباط بين الإستقامة وبين الرخاء والتمكين في الأرض : حقيقة قائمة يدركها أهل البصائر والفهم عن الله تعالى .
وقد كان العرب في جوف الصحراء وأهل المدن ، يعيشون في شظف العيش، حتى استقاموا على منهج الله عز وجل ( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءا غدقا ) : ففُتحت لهم الأرض بخيراتها على فترة من الزمن ، ثم حادوا عن الطريقة فاستُلبت منهم خيراتها استلاباً، وما يزالون في في نكدٍ وشدةٍ .
قال الله تعالى : ( وأن لواستقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً ) : وإذا كان هناك أقواماً وأمم لا تستقيم على منهج الله تعالى ، وهم في وفرة ورخاء وغنى ، فإنها تعذب بآفات أخرى في أمنها وكرامتها ، وتصبح الحياة فيها لعنة مشئومة على انسانية الإنسان وخلقه وكرامته وأمنه .
والحقيقة المعروفة عبر التاريخ القديم والحديث : أن الرخاء ابتلاء من الله تعالى للعباد وفتنة . قال الله تعالى : ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة ) .
إن الإبتلاء بالنعمة في حاجة ملحة إلى يقظة دائمة تعصم من الفتنة ، والمشاهد في هذه الأزمنة ، وفرة المال والسعة والرفاهية على قطاع واسع من المجتمع ومع ذلك ترى الشقاء وكثرة الإبتلاءات من قلة الأمطار والتفكك الأسري وكثرة الطلاق . وأعظم من ذلك : ظهور أمراض وأوبئة لم نعهدها من قبل .
والصبر على الرخاء والقيام بواجب الشكر عليه والإحسان فيه ، أشق وأندر من الصبر على الشدة .على عكس ما يلوح للنظرة العجلى .