–ما قيل في الظلم : قالوا هو الذي يترتب عليه اضرار في الدين والدنيا ، فهذا الصنف عقوبته معجلة في الدنيا ، مع ما ينتظر صاحبه غداً .
فما يلحق العبد من أضرار في دينه ودنياه : بسبب ظلم الناس ، يستحق صاحبه العقوبة المعجلة في الدنيا لا محالة ، فمن شأن هذه العقوبة أن تردع ظلم الناس بعضم عن بعض ، وهو نوعان : 1 ــ منع ما يجب لهم من الحقوق ، وهذا تفريط 2ــ فعل ما يضرهم ، وهو العدوان .
–كان عمر بن عبد قيس يقول : أحببتُ الله تبارك وتعالى حباً ، سهل عليّ كل مصيبة ، ورضّاني بكل قضية ، فما أبالي مع حبي إياه ، ما أصبحت عليه ، وما أمسيت !.
–كان بعض التابعين يقول : اللهم إنك أعطيتني من غير أن أسألك ، فلا تحرمني وأنا أسألك ؟ اللهم أني أسألك أن تُسكن عظمتك في قلبي ، وأن تسقيني شربة من كأس حبك .
–قال أحدُهم أن سر السقطي كان له دكان ، فاحترق السوق الذي فيه دكانه ولم يحترق دكانه ، فأخبر بذلك ، فقال : الحمد لله ، فتفكر في مقالته هذه فرأى أنه : قد سُر بما لحق بالناس من أضرار في ممتلكاتهم وسره سلامته فقرر أن يكفر عن ذلك بأن تصدق بما في دكانه .
–مجاهدت النفس :
قال الحسن : أدركت أقواماً ، وصحبت طوائف منهم ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل ، ولا يتأسفون على شيء منها أدبر ، ولهي كانت في أعينهم أهون من هذا التراب الذي تطأونه بأرجلكم ، إن كان أحدهم ليعيش عمر كله ما طوي له ثوب ، ولا أمر أهله بطبخ طعام قط ، ولا جعل بينه وبين الأرض شيئاً قط ، وأدركتهم عاملين بكتاب ربهم وسنة نبيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ .