الرازي العالم الكبير: عندما دخل بغداد ، استقبله أهلها ، حتى هاجت المدينة وماجت ، وكان هناك عجوز جالسة في شباك غرفتها في إحدى الزوايا ، قالت : ما بال الناس هكذا ؟ قالوا : هذا العالم الكبير الرازي ، الذي كتب المؤلفات الكبيرة عن الله ، وعن معرفة الله .
فقالت : وهل يُحتاج إلى معرفة الله ، لهذه المألفات الكبيرة ، إن الذي دعاه إلى ذلك كثرة الشكوك في وجود الله ، وقفلت شباك غرفتها . وقد وصلت هذه المقالة إلى الرازي . ولهذا قال : عن آخر مراحل حياته : متمنياً أن يرزقه الله يقيناً وإيماناً كإيمان : عجائز نيسابور .
(والشعراء يتبعهم الغاوون ..) الم ترى أنهم يخوضون في كل شعب المجون والزور ، فتارة يمزقون الأعراض بالهجاء وتارة يبالغون في المديح والإطراء والكذب ، ويتخيرون عبارة منحرفة تدعوا صراحة إلى الجنس
(أولئك كالأنعام بل هم أضل) . كيف جُعلوا أضل من الأنعام ؟ لأن الأنعام تنقاد لأربابها التي تتعهدها ، وهي تعرف من يُحسن إليها ممن يسيءإليها .
وتطلب ما ينفعها وتتجنب ما يضرها ، وتهتدي لمراعيها ومشاربها . أما هؤلاء لاينقادون لربهم ولا يطلبون الثواب الذي هو أعظم المنافع .
ولقد أتاح لهم الله معرفة آياته في الأفاق من خلال الإكتشافات العلمية ، فلم تزيدهم إلا ضلالاً وعتواً وجحوداً ، وأفسدوا في الأرض : فهم كالأنعام بل أضل سبلاً .
شوهد أحد الإنجليز من المسيحيين وهو مسترسل في متابعة المقريء وعينه تذرف من الدموع ، وهو جالس في نهاية المسجد في صلاة التراويح (في المركز الإسلامي بلندن) .
فقيل له : أنت لا تعلم اللغة العربية ، ولم تدرس تفسير القرآن ، فكيف لك أن تفهم التلاوة ، وتحدث فيك هذا التأثير؟ . فقال : كيف يتأثر التلفاز عندما تضغط على زر الريموت ؟ هل أطلعت على شحنة الطاقة وهي تندفع إلى التلفاز وتتفاعل معه .
كذلك أمري مع القرآن ، أن له تأثير عجيب في وجداني ، كأنما هناك تجاذب بينهما كما أنني أشعر بهز تطبق على كياني كله ، كلما أمر بجوار هذا المركز عن سماع الآذان والقرآن .