: قد يبدو أن مفهوم الصيام ، شاقاً على الأبدان والنفوس .
ومن أعظم شهوات النفس ، الطعام والشراب والجماع ، وهذه خطوط حمراء من تجاوزها في رمضان ، فقد هلك .
فإذا تركها مستحضراً رقابة الله في تلك الفترة الزمنية ، فإنه بذلك يصبح جديراً بأن يكون من المجاهدين لأعدائه الملازمين له وهم : نفسه ، والهوى ، الشيطان .
ثم يستعد بعد أن تمكن من قهر هذا العدو الداخلي، الى مواجهة عدو آخر خارجي أكثر منه شراسه وعنفاً ودموية ، وهو العدو الخارجي .
وهذا المعلم ظهر جلياً، عندما اقتحم الجيش المصري مياه القناة وتدمير أكبر خط دفاعي في العالم الذي أقامته إسرائيل بمساندت تكنولوجيا “حلف الأطلسي” حيث ذكرت معاهد الدراسات الغربية الاستراتيجية عند الاحتفال بإقامة هذا الصرح : “أن المصريين قد يحتاجون مئة عام لاختراق خط برليف ” فقد أختار الاستراتيجيون المصريون بذكاء وفطنة ، رمضان لبدأ الحرب مع إسرائيل .
حيث صدر القرار بتعميد القيادات بإفطار عناصر الجيش قبل ساعة الصفر بساعتين ، وكانت المفاجأة.
رفض الجيش الإفطار وفضلوا المواجهة وهم صيام ، وضجت القناة بصيحة ” الله اكبر ” اثناء العبور .
وتمكنوا من احكام السيطرة على الموقع خلال عدة ساعات.
وليست مئة عام كما قدرت الدوائر الغربية هذا هو رمضان وهذه بركات رمضان .
