هكذا الموقف في مشهد عرفات لا طبقية ولا تميز ، ولا ألقاب لا خادم ولا مخدوم .
وفي رحلة الحياة :
إن السيد وخادمه يمرضان بالأنفلونزا، ويمران بنفس الأعراض ، بل قد نرى السيد ، يعاني أكثر من الخادم ، بسبب الرفاهية ونعومة العيش .
ويستنجد بعشرات الأدوية ، ويجمع حوله أمهر الأطباء ، فلا يفعل له العلم شيئاً ويموت قبل خادمه .
من منا ليس فقيراً إلى الله ، وهو يولد محمولاً ، ويذهب إلى قبره محمولاً ، وبين الميلاد والموت ، يموت كل يوم : بالمنغصات والمكدرات ، وشقاء الحياة ، والجري الذي لا ينتهي وراء الدنيا .
أين الأباطرة والأكاسرة والقياصرة وأرباب الدنيا ؟
هم وخدمهم ، وملايينهم تحت الرمال ، السيد والخادم والظالم والمظلوم كلهم رقدوا معاً .
والقاتل والمقتول ، والمنتصر والمهزوم ، انتهى الغرور ، وانتهت القوة ، وانتهت الفرعنة .
فمشهد عرفات تجربة إنسانية تذكر الناس بنسبهم الى آدم ، ومشهد عالم الذر .