قال : في البقعة التي كنت أقف فيها ، رأيت أكثر من خمس عشرة جنسية مختلفة في مكان لا يزيد عن امتار: التركستاني والباكستاني ومن كازاخستان وغينيا، وغيرهم ، كلهم يتصافحون ويتبادلون عبارات الود ، ويهنيّ بعضهم بعضاً.
وعلى بعد خطوات ، أكثر من ستين هندياً يلتفون حول مطوف هندي ، وهو يقرأ لهم الدعاء العربي من كتاب في يده ، وهم يرددون خلفه وهم يبكون ، وهم قطعا لا يفهمون العربية .
كل واحد يشعر أنه يخاطب الله بهذه الحروف وأنه في حضرة الله وفي رحابه .
وأنه يقف حيث كان يقف محمد .
وعد علمت أن هؤلاء من أفقر طائفة هندية ، وأنهم جاءوا الى مكة على الأقدام ، وعلى جمال .
وعلى بعد خطوات ، كان هناك ، هندي آخر ، قال المطوف أنه مهراجا من أصحاب الأطيان والملايين ، بذات ملابس خادمه البيضاء ، ويبكي معه بذات الخشوع .
كلهم فقراء الى الله ، إن الملايين لا تعفي أحداً من الشيخوخة ، والعمى والمرض والموت .