وسأله عن أحواله ، فقال : هل حججت ؟ ، قال : كان عادتي منذ سنين طويله أجمع : ما تيسر لي من المال كل عام : استعداداً للقيام بنفقة فريضة الحج .
وفي هذه السنة قررت الحج بعد أن توفرت لدي النفقة . وذكرت لي زوجتي وهي في نهاية حملها ، بأنها شمت رائحة بعض الشواء من عند الجيران ، وطلبت مني أن أطلب منهم بعض اللحم .
فقرعت عليهم الباب وقالت لي السيدة دعني أقص عليك أمري ، لقد أمضيت عدة أيام ، أنا وأطفالي لم نذق الطعام فنظرت : فرأيت شاة على الزبالة ميتة فأخذت قطعة من لحمها ، وهي غير مذبوحة ، لإطعام أبنائي بعد أن أشرفوا على الهلاك من الجوع .
فإذا ترغب : أعطيتك جزءاً من لحمها .
فقلت في نفسي : كيف هذا ؟ جيراني بلغ بهم الحال وأنا لا أعلم بذلك ، فأخذت المال كله الذي أعددته للحج وسلمته للمرأة . وصرفت النظر عن الحج هذا العام ،
فبسبب موقف هذا الرجل نالت بركة عطائه السخي ، لهذه الأسرة لتشمل جميع الحجاج في ذلك العام وهم في عرفات ، وهو في دمشق .