روسيا وأمريكا ، كلاهما لا يسمحان أن يكون بجوارهما من يهدد أمنهما القومي :
ولو انحرق العالم بحرب عالمية ثالثة ، ودُمرت الكرة الأرضية بأكملها نووياً : –
هذه هي مخاوفهما معلنة .
فماذا عن المخاوف السعودية ؟!!
ذلك أن الاتحاد السوفيتي آنذاك ، أقدم على نصب صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على حمل أسلحة الدمار الشامل بصورة سريّة على الأراضي الكوبية ، على مقربة من السواحل الأمريكية .
وبناءاً عليه أمر الرئيس الأمريكي آنذاك جون كندي : بمحاصرة كوبا عسكرياً ، حيث اعتبرت أمريكا أن وجود تلك الصواريخ الروسيّة على الأراضي الكوبية ، وعلى مقربة من أراضيها يشكل تهديداً استراتيجياً خطيراً للأمن القومي الأمريكي ،
لماذا اعتبرت أمريكا تلك الصواريخ تهديداً لأمنها القومي ؟!
لأن من شأن وجود هذه القوة الصاروخية ، على مقربة من أراضيها يؤدي إلى عدة مخاطر أبرزها : قصر زمن الانذار المبكر ، ويحقق للعدو ضرب المناطق الحيوية ، وشل القدرات الهجومية والدفاعية لأمريكية .
مخاوف روسيا اليوم :-
وهي نفس المخاوف الروسية اليوم ، من خطورة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال
الأطلسي ، وما يترتب على ذلك من خطورة تموضع حلف الناتو على حدودها .
وما يمثله ذلك من تهديد استراتيجي للأمن القومي الروسي وقصر زمن الانذار المبكر ، ولذلك أقدمت على هذه الحرب .
غرائب وعجائب :
إذا كان الأمر كذلك في مخاوف هذه الدول العظمى :
فما بال من ينكر على المملكة العربية السعودية مخاوفها من خطورة تموضع الحوثيون الموالين لإيران على حدودها الجنوبية ، وتكوين حزب ارهابي عقائدي على نفس نمط حزب الله في لبنان .
وما يمثله ذلك من مخاطر استراتيجية
على الأمن القومي السعودي .
وقد أعلن الحوثيون عداءهم للسعودية ، وولاءهم لإيران ، و استخدموا المسيرات والصواريخ لضرب المواقع الحيوية والأعيان المدنية على الأراضي السعودية .
ومع كل هذه التجاوزات من المليشيات
فقد قاموا بشطب اسمها من قائمة الإرهاب ، ولم يظهروا أي اهتمام على المخاطر السعودية على أمنها القومي .