الجاهليات الأولى : لا تعدم وجود مبررات لسلوكياتها العنيفة ، بحكم بدائية الفكر .
ولكن أن تتصرف البشرية اليوم بعد ارتقاء الفكر والتطور الحضاري ، بعقلية القبائل البدائية ، التي لا تحكمها قوانين ولا أعراف ، ولا قيم أخلاقية ، فذلك أمر في غاية الاستغراب .
يقول الشاعر العربي عمرو بن كلثوم:-
ألا لا يجهلنّا أحدُ علينا- فنجهل فوق جهل الجاهلينا .
يقصد : تحذير للقبائل الأخرى أن قبيلته لا تعرف المناقشة ، ولا المسامحة ، ولا الدبلوماسية ولا لغة الحوار لحل النزاعات ، إنما هو السيف ! .
ويقول شاعر قبيلة أخرى ، مظهراً لغة البطش والقوة أيضاً . إذا نزل السماءُ بأرضِ قومٍ – رعيناهُ ولو كانوا غضاباً.
نفس منطق القوة والعنف للقبيلة الأولى ، كأنه يقول :
لا نراعي حرمات ، ولا نكترث بقيم الجوار، فإذا نزل المطر بأرض قبيلة أخرى : حركنا مواشينا وإبلنا ، ورعينا أرضهم بالقوة .
فالبشرية تعيش اليوم هذا الارتقاء المادي والعلمي ، إلا أن أصحاب الهيمنة على العالم لا يبتعدون كثيراً عن منطق وسلوكيات تلك القبائل .
فها هي الزلازل والبراكين والفيضانات والحرائق والأعاصير ، وأخيراً ، كورونا : تضربهم جميعاً في عقر دارهم ، تشل اقتصادهم ، وتسجنهم في منازلهم ، وتجعلهم يسرقون المعونات الطبية كما يفعل الحوثيون في اليمن .
وتعجز مختبراتهم وتقدمهم العلمي في إيجاد الحلول لهذه الجرثومة .
فلعلهم يتعظون ولا يفسرون هذه النوازل كما جرت عليه العادة بانها ظاهرة طبيعية كما يقولون : عن كل هذه الظواهر : ( إنما هو الله )