التحريم رحمة من الله
: المحرمات
التي نهى الله عنها ، لم يكن تحريم عقوبة ، وإنما تحريم صيانة وحماية
فإن الله تعالى أمر عباده بما أمرهم رحمة منه وإحساناً ، وإنعاماً
عليهم ، لأن صلاحهم في معاشهم ، وأبدانهم ، وأحوالهم ، وفي معادهم ومآلهم : إنما
هو : بفعل ما أمروا به ( التقوى )
وهو في ذلك بمنزلة الغذاء الذي لا قوام للبدن إلا به ، بل أعظم .
وليس ذلك مجرد تكليف ، وابتلاء ، كما يظنه كثير من الجهلاء ، إذ
لا بقاء لصحتهم ولا حفظ لها إلا بهذه الحمية .
فلم يأمرهم لحاجة منهم فهو الغني الحميد ، ولا حرام ما حرم عليهم
بخلاً منه عليهم ، بل ذلك لسعادتهم : العاجلة والآجله : فمصدر أمره ونهيه رحمة منه.
قال الله تعالى : ( فَبِظُلْمٍۢ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ
حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَٰتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ
ٱللَّهِ كَثِيرًا ) ابن القيم
المطالب العالية