الأسبوعية
: آسيا الشعوب المسالمة
الحضارة الغربية في الوقت الحالي هي الحضارة المهيمنة على العالم ، ومن أبرز ما يؤخذ عليها : أنها حضارة إقصائية إلغائية ، تفرض نفسها وتفرض مقاييسها وقيمها وذوقها على الآخرين فمن لا يتقبلها ولا يستظل بظلالها : فهو : رجعي مخاصم متخلف إرهابي ، عدو للحضارة . ولربما يوصف : بأنه من عالم الشياطين كما كانوا ينعتون بعض الدول .
ولعل هناك من يسأل : لماذا منطة الشرق الأوسط بؤرة للصراعات الدائمة المحتدمة ، بين القوى الغربية والعالم العربي ؟!!
فتجد أساطيلهم وغواصاتهم محتشدة حول شواطئ العرب ، وأقمارهم التجسسية والإعلامية في أجواء المنطقة : يراقبوننا حتى داخل غرف النوم .
هم الذين يخلقون التوترات ويشعلون الحروب ، فماذا بمقدور شعوب هذه المنطقة أن تفعل : فهم الأقوياء ، وأصحاب الفيتوا ، كلمتهم ما تنزل إلى الأرض ، خمسة فقط ، إذا لم يرضوا عنك عليك العوض .
ومن جانب آخر : تجد العلاقات العربية مع دول آسيا بأكملها وأمريكا الجنوبية في غاية الإنسجام ولا نسمع في إعلامهم : عبارات استفزازية مثل التشدد والتطرف والكراهية والإرهاب التي نسمعها في إعلام الغرب ، صباحاً ومساءاً .
إذن لماذا هذا العداء الغربي ؟!! يجب أن لا ننسى بأن هناك في الذاكرة التاريخية ، حوالي ألف سنة من الحروب الإستعمارية والصليبية ، مع العالم العربي . خلّفت وراءها مخزون فكري عدائي ، ومخاصم : أحقاد يتوارثونها عبر الأجيال .
وهناك من يرى ضرورة مد الجسور الحضارية والتقارب ، وفتح قنوات الحوار بين كلا الكتلتين لعل ذلك أن يخفف من حدة الكراهية والتوترات . الله تعالى أمر موسى أن يقول : قولاً ليناً لفرعون الجبار مدعي الألوهية . قال الله تعالى : ( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ) .
المطالب العالية أبو نادر