قيل : قد توقى نفر من أهل العلم : المطاعم التي لم يأمنوا ، أن يختلط ، أو قد أختلط فيها حرام بحلال ، وذلك ، خوف عسر الحساب ، يوم العرض على الجبار .
وأما الأموال من قبل السلطان : من هبات وغيرها ، فمن ترك ذلك ، فقد أتى فضلاً ومرتبة ، تؤدي إلى بلوغ أعظم منازل الخواص من المسلمين ، ودخول مرتبة أهل الصفوة من العمال .
وقال الحسن : إن الله تعالى ليحجب الدعاء بالطعمة أو الكِسرة تأكلها من غير حلها .
وفي إجماعهم من طاب مطعمه صَفت أعماله ، واستجيبت دعوته .
قال الفقيه الأوزاعي : أشتبهت الأمور ، فليس نأخذ غير القوت .
وقال الحسن : إن المكاسب قد فسدت فخذوا منها القوت فقط .
الله المستعان : هذا في زمنهم المتطاول ، فكيف بزمننا هذا ، حيث الرشاوي والاختلاس ، والفساد المالي والغش : يدار علناً دون خوف ولا وجل .