( إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ ) ، أي : انتظر ما يُصنع بهم .
( وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ۖ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ ) : هذه هي الفتنة الحقيقة ، والخيار الصعب ، الله تبارك وتعالى
جعل المدينة كلها بساكنيها ، ومزارعها ودوابها : تأخذ الماء مناصفة مع الناقة : وهي حيوان واحد .
وهم فلاحون يعيشون على الماء لسقي مزارعهم وشربهم وشرب حيواناتهم ، وهنا يقع الإختبار الحقيقي لضبط النفس ، وعدم التمرد على نبيهم وعصيانه .
والله تعالى يعلم أن ذلك حكم جائر ، وثقيل على النفوس ، أن تقبله ، ولكن المؤمن
ينبغي أن يُذعن لمراد الله تعالى ، ويقدم مراد الله على مراده ، وحكمه على أحكامه
وكان علي ثمود قوم صالح : أن يقبلوا هذه القسمة ، وأن لا يغيب عن بالهم أن هذا مراد الله ، ذلك لأن الناقة خرجت من الصخر وهي معجزة تبهر العقول على قدرة الله تعالى ،
فكان من المفروض أن يقودهم هذا الحدث الضخم إلى التصديق ، ولكنهم فشلوا أمام هذا الإمتحان :