ما أنعم الله على عبد من عباده نعمة أعظم من أن عرَّفهم : لا إله إلا الله ، إنك لتلاحظ أن المسلمين اليوم قد أخرجوا أخلاقيات لا إله إلا الله من دائرة العبادة
وأصبح من المستساغ عند كثير منهم ، يؤدي الركعات المفروضة في المسجد
ثم يخرج : ليكذب على الناس ، وينهب أموالهم ويغشهم ، ويخدع ، ويخلف وعوده معهم ولا يخلص في أعمله .
أي أن كلمة ” لا إله إلا الله ” التي مارسوا تطبيقاتها قبل قليل في المسجد ، لم تجد لها صدى على سلوكياتهم في مماراساتهم ، وبهذا المفهوم فرغوا الدين من مضمونه
الأخلاقي .
وتوهموا أن بهذا المفهوم للعبادة : أن الله سينصرهم ويوفقهم ، وسيقضي لهم حوائجهم ، وينجّح لهم مقاصدهم مهما يكن حالهم .
ولم يفطنوا أن المسلمين الأوائل ، قد هزموا وفيهم رسول الله وصحابته
في واقعة أحد : حين عصوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهّزموا يوم حنين : وفيهم رسول الله .
فكيف بهذه القرون المتفلتة الغارقة ، في المخالفات والمعاصي : لقد فسدت
مفاهيم العبودية الحقة في حس هذه القرون المتأخرة : لقد غفلوا عن السنن الربانية في الأمم الغابرة .
ويصدق في هذا الحال ماأخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تداعت أمم الأرض على هذه الأمة .
فقداستولت عليهم حضارة الغرب
وامتلكت نفوسهم علومه وآدابه وأفكاره وسلوكياته فهم لا يفكرون إلابعقول غربية ، ولا يبصرون إلا بأعين غربية .
ولم يفطنوا : أن الله جل وعلا هو المُعز ، والله ، هو الناصر وهو المذل ، وهو الرافع وهو الخافض ، والله هو المهيمن .
نحن نردد في المساجد : اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم ، وجعل كيدهم في تدبيرهم ، يا لله دمرهم فإنهم لا يعجزونك .ونحن نائمون لا نمارس الأسباب
وهم يعملون من خلال الأسباب .إن الحاجة ماسة إلى تصحيح المفاهيم