على الإنسان أن يعلم بقرب الرحيل ، وسرعة انقضاء مدة الحياة فإن ذلك يحثه على قضاء جهاز سفره ويزهده في الدنيا ، ويرغبه في الآخرة .
وأن يدرك فناء الدنيا وسرعة انقضائها ، وقلة ما بقي منها ، وقيل : ما بقي منها إلا صبابة ، كصبابة الإناء ،يتصابَّها صاحبُها ، ويكفي في قصر الأمل قول الله تعالى : –
( أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون )
وقد خطب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أصحابه يوماً ، والشمس على رؤوس الجبال ، فقال : ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه )
وقصر الأمل بناؤه على أمرين : تيقن زوال الدنيا ، ومفارقتها
وتيقُن لقاء الآخرة وبقائها ودوامها ، ثم يقايس بين الأمرين ويؤثر أولاهما بالإثار .