لقد قضى الله عز وجل ، أن يؤخر الأجر الذي أعده لعباده الصالحين
والذي تحدث عنه في كتابه المبين ، إلى ما بعد الموت .
إلى اليوم الموعود الذي ينتهي فيه التكليف ، ويحل محله الأجر الذي وعدهم به .
فلماذا ؟ .. وما الحكمة ؟ .ألم يقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه )
يقال : أن الدار الدنيا تتعارض ، من حيث نوع الأجر الذي أعده الله لعباده ، إذ أن من خصائص الدنيا فنائها ، وعدم بقائها .
في حين أن من خصائص الأجر الذي قضى به الله لعباده ديمومته وبقاؤه ، وعدم فناؤه .
فكيف يكون الفاني وعاءً أو محلاً للباقي .
قيل في الحكمة : ( إنما جعل الدار الآخرة محلاً لجزاء عباده المؤمنين لأن هذه الدار ، لا تتسع لحجم عطاؤه تعالى ، فهو من حبه لعباده الصالحين لم يشأ يجازيهم في دار لا بقاء لها )
إذن فهذه الدنيا بكل ما فيها من شدة ورخاء ، وشر ، لا تصلح أن تكون محلاً للأجر العظيم الذي وصفه الله تعالى في كتابه ، والذي أعده لعباده الصالحين .