آخر الاسبوع القاضي وطبق الرطب : في الدولة العباسية ، جاء القاضي إلى المأمون ، يطلب منه إقالته من القضاء ، قائلاً : أنا لا آمن نفسي في سلك القضاء .
فقال له الخليفة : ما الذي دعاك إلى ترك القضاء ؟ فقال : طرق منزلي أحدهم ، وفتح له الخادم ، فسلمه طبق من الرطب ، في بواكير قطف الثمرة .
فطلبت منه أن يصف لي صاحب الطبق ، فعرفت أن له قضية غداً مع غريم له عندي في مجلس القضاء ، فطلبت منه أن يلحق به ويعيد له الطبق . مع شدة حبي للرطب .
فلما وقفا أمامي في مجلس القضاء ، لم يستويا في نظري ، ووجدت نفسي ، مائلة مع صاحب الرطب ، مع العلم أني لم أقبل هديته .
فتغيرت عليّ نفسي ، مع شدة خوف من الله ، وعلمي غلظ عقوبة القاضي الذي لا يتحرى النزاهة ، كما في الأثر ( قاضيان في النار ، وقاضي في الجنة ) .
هذا يذكرني بمقالة الأمريكي للطالب السعودي المبتعث الذي عرض عليه محاسن الإسلام . فقال له الأمريكي : لاداعي ، توقف عن محاضرتك ، أنا أعلم أن دينكم يتضمن قيم رفيعة ومبادىء سامية : فهو يمنع الخمر والزنا والربا ويعاقب على الرشوة والفساد ، وأكل أمول الناس نحن في الغرب ، لسنا في حاجة إلى محاضرات ولا بعثات من الأزهر ، ولا أفلام . نحن نريد أن نرى قيم الإسلام مطبقة في مجتمعاتكم سلوكاً وممارسة في حياتكم . ولكننا نرى من المسلمين أفعالاً تتناقض مع القيم التي جاءت بها رسالتكم فنرى المسلمين عندما يأتون إلى بلادنا ، يتحرشون بالنساء ويشربون الخمر ، ويسرقون ويغشون ، ويكذبون . أو كما قال “إرفنج” الأستاذ بجامعة تنسي الأمريكية : (أعطوني أربعين شاباً مّمن يفهمون هذا الدين فهماً عميقاً ، ويطبقونه على حياتهم تطبيقاً دقيقاً . ويحسنون عرضه على الناس بلغة العصر ، وأسلوبه ، وأنا أتعهد بأن افتح بهم الأمريكتين : كان ذلك ، في معرض كلامه في محاضرة مخاطباً تجمعاً للمسلمين في مدينة جلاسجو ببريطانيا. الخلاصة:- الإسلام : محجوب عن العالم بسلوك المسلمين . المطالب العالية