قال بعضهم : أردت أن اتبول بجدار حائط جاري فترددت خوف المواخذة .
هذا وأمثاله من الأخيار الخائفين قطع قلوبهم مثاقيل الذر يوم الحساب .
فإن كنت من أولي العزم والنُهى ، ولم تكن من المغترين ، فانظر لنفسك الآن ، ودقق الحساب قبل أن يُدقق عليك ، وراقب أحوالك ، ولا تسكن ولا تتحرك ما لم تتأمل أولاً :-
لما تتحرك ؟ وماذا تقصد بحركتك ؟ وما الذي تناله من الدنيا ؟ وما الذي يفوتك من الآخرة ؟ .
فإذا علمت أنه لا باعث ولا محرك إلا الدين ، فامض عزمك ، وتوكل على الله وإلا فامسك .
قال أهل البصائر :-
لابد لكل مؤمن في سائر أحواله من ثلاثة أشياء :-
١- أمر يمتثله .
٢- نهي يجتنبه .
٣- وقدر يرضى به .
هذه هي خصال التقوى ، واعلم ان امامك عقبة كؤود لا يتجاوزها إلا أهل البصائرة ، قيل عنهم : هؤلاء ملوك الآخرة .