هؤلاء الكبار : يشعرون بأنهم في حالة استغناء غير محتاجين إلى العالم ، لأنهم يرون أنهم الأعظم والأقوى ، من كل من في العالم ، بل العالم كله تحت قبضتهم وسلطانهم .
فهم يملكون القوة العسكرية المطلقة والقوة الإقتصادية والإعلامية ، وأصحاب الهيمنة ، يرون أنهم : قادرون على أن يبطشوا في كل من يتجرأ على الخروج عن مقام الطاعة ، ومقام السيادة ، ولا يزال هذا التوهم يربوا ، ويتعاظم ، في نفوسهم حتى يأتي يومهم الموعود .
فهذا الإستغناء ليس حقيقياً ، لأنهم مخلوقين ضعفاء تحت قبضة الله ، مفتقرون إليه ، فهو صاحب القوة الحقيقية المطلقة ، وهو الذي يصرف مقادير الخلق وأقضيته بينهم .
هو الذي يسلط عليهم ان شاء : الأعاصير ، والفيضانات ، والزلازل ، والفتن الداخلية . والأمراض المستعصية .
جرثومة الأيدز لا تُرى الإ بأدق المجاهير ، قضت مضاجعهم وعجزت مختبراتهم العلمية إيجاد وسيلة للقضاء عليها.
هم في الحقيقة لا يقرأون التاريخ ، لأنهم هم صناع التاريخ ، ولا يتعظون ، بما حل بالامبراطوريات الكبرى التي. تعالت وتمادت في الطغيان والفساد ، ثم تهاوت عروشها بعد حين .
نحن نقرأ في القرآن بما قص الله علينا ، من أمر قوم نوح ، وعاد ، وثمود ، وقوم لوط ، وفرعون وغيرهم .
فنحن ، صابرون على مؤامراتهم ومكائدهم وشيطنتهم ، مطمئنون على أن أقدار الله محطة بهم ، ونكاد أن نرى رأي العين ، مصارع هؤلاء العتاه المتجبرون ، ولكن !!