قيل له : فلان قد مات قال : كيف هذا وكان يقابلني أمس في لعب البلوت في الإستراحة ، والدور عليه في العشاء غداً .
الموت مصيرك لا يمكنك التملص منه ، قد يقتحم عليك ، وأنت في ليلة الزفاف .
ويمكن أن يحرمك من سكنك بعد اكتمال تأثيثه ، وقبل السكن بدقيقة .
والمليونير الكبير التسعيني لا يريد الموت هو أيضاً ، يستقل طائرته الخاصة الى المانيا للعلاج من الانفلوانزا ، ثم يموت عند مدخل المستشفى .
قالوا : الموت بالنسبة لكل الأحياء أزمة ، حتى مع الأنبياء ، وأولي العزم منهم ،لا يريدوت أن يموتوا ، مع أنه لاحساب عليهم ولا عقاب
فموسى عليه السلام :
مع ذلك لطم ملك الموت وأذهب بصره ، عندما أتى لقبض روحه .
ونوح عليه السلام :
طلب من ربه أن يريه جميع أبنائه الأنبياء ، وشاهد أحدهم وهو : ضعيف البنية ونحيل الجسم ، قيل له هذا ابنك النبي فلان ، سيموت وعمره أربعين سنة ، فتكدر خاطرة وصعب عليه : وتبرع له بستين سنة من عمره ليكمل المئة .
وأُشهد عليه الملائكة ، ولما جاء إلى نوح الموت ليقبض روحه : اعترض على ملك الموت .
قيل له ُخصم عليك ستين سنة ، لابنك حسب طلبك ، فأنكر ذلك وطلب البقاء في الدنيا حتى يستكمل الستين سنه كلها ، وأنكر شهادة الملائكة على هبته لإبنه .
( هذه الروايات كما جاءت في الإسرائيليات )
————
قيل : العدم كامن في أجسادنا ، في كل لحظة هناك شئ يتساقط منا ويقربنا من الإحتراق .
كل العواطف الجميلة والنزوات والفكر والفن الخلاق ، كل هذه القيم الجميلة ، ليس لها اعتبار عند ملك الموت : عند ساعة الصفر .
إذا كان الأمر كذلك لا مناص منه
فاعلم أن الأمر جد وليس بالهزل ، فلا مكان للغفلة ، فكن يقظاً.