أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كان مثل زبد البحر )
التحليل : –
ليس هذا مرتباً على قول اللسان مجرداً ، من قالها بلسانه غافلاً عن معناها ، معرضاً عن تدبرها ، ولم يواطئ قلبه لسانه ، ولا عرف قدرها ، وحقيقتها ، راجياً مع ذلك ثوابها .
حُطَّ من خطاياه بحسب ما في قلبه ، فإن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها ، وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب .
فتكون صورة العملين واحدة ، تُقال من شخصين متجاورين ، وبينهما من التفاضل كما بين السماء والأرض .
والرجلان يكون مقامهما في الصف واحداً ، وبين صلاتيهما من التفاوت ، ما لا يعلم مقداره إلا الله .
هكذا الأعمال والعمال عند الله تعالى ، والغافل في غفلة من هذا الإكسير الكيماوي الذي إذا وضُع منه مثقال ذرة على قنطار من نحاس الأعمال قلبها ذهباً ، والله المستعان .