الذي يجعل أمة ما قوية غالبة بين الأمم ليس منازلها ولا ملابسها ولا مراكبها ولا مرافق حياتها الناعمة ولا فنونها .
بل هي المبادئ ، والقيم التي تقوم عليها حضارتها ورسوخ هذه المبادئ في القلوب ، وهيمنتها على الأعمال .
وهذه الأشياء الثلاثة ، أي : استقامة المبادئ ، والإيمان القوي بها ، وهيمنتها الكاملة على الحياة العملية ، فالأمة التي توفرت فيها هذه الأمور الثلاثة فإنها لا جرم أن تكون غالبة بين الأمم.
تعلو كلمتها في الأرض وينبسط نفوذها على الشرق والغرب ، وتتأصل كلمتها في القلوب ، وتكون معززة مكرمة وإن كانت تسكن الأكواخ وتلبس جلود الضأن ، وكان أفرادها ضامري البطون من الحاجة والفاقة
الدين القيم هو الذي يقيم جميع شؤون المعاش فمبادئ الإسلام تطابق تلك الفطرة ، الثابتة التي فطر الله عليها الانسان.
( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله . ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون )