كثيرون هم الذين أفزعتهم ، التصريحات النارية لزعيم أحد الدول العظمى الثائر الذى وصل الى سدة الحكم مؤخراً.
علماً أن من بعض الدول المرعوبة ، دول عظمى ، يملكون حق الفيتو ولديهم صواريخ عابرة للقارات ، تحمل مقذوفات نووية أيضاً.
وينبغي أن لا يغيب عنا ما حصل لدولة عظمى أخرى أثناء حرب الأفغان ، روسيا هي الأخرى تملك حاملة طائرات ، ولديها استراتيجية حر ب الفضاء ( حرب النجوم ) .
تعرضت لهزيمة ساحقة في افغانستان ، ان الذي افزع الروس وألجأهم أخيراً الى الهرب من افغانستان لم يكن شيئاً عادياً ، ولم تكن خارقة من الخوارق التي لا تقع الا مع الأنبياء .
إن الذي أفزعهم وألجأهم إلى الإنسحاب ، شئ واضح محدد : أنهم ظلوا يضربون ويضربون بالطائرات القاذفة ، والصًواريخ .
ثم يجدون عدوهم ثابتاً لا يتراجع بل على العكس ، يتقدم مهمى أصابهم من جراح .
والذي أفزعهم أكثر معرفتهم بما بين أيدي المجاهدين من سلاحً ، إنه من بقايا الحرب العالمية الثانية .
ثم أن الذي أفزعهم أكثر أنهم لا يجدون طريقة للقضاء على هذا الصمود العجيب ، فهم إذاً : أمام أمر لا قبل لهم به ، أمر يملكه الأفغان ولا يملكونه هم !!
فقرروا الإنسحاب بعد خمسة عشر سنة من الحرب ، ولم يحققوا أهدافهم بعد تلك الخسائر الفادحة ، والمهانة التي لحقت بهم أمام العالم ، كدولة عظمى .
حقاً ، لقد كان في كل عهد ،من عهود التاريخ ، جبارون ، يعيثون فساداً في الأرض بسبب امتلاكهم أسباب ، القوة .
وما لبثوا ان سحقهم الله وأختفوا من الخارطة : عاد وثمود ، وقرون بين ذلك