قال أحدهم : في بعض متاحف القاهرة يمكنك مشاهدة : فرعون من فراعنة مصر الكبار اسمه ، ” توت عنخ آمون” ، كُشفت مقبرته بأكملها ، وقد دفن معه أكوام من الذهب والحلي والأغراض ، ما لا سبيل إلى وصفه .
وقال : ولكني وقفت عند نقطة واحدة :-
أن هذا الملك مات شاباً في الثامنة عشر من عمره ، يتبين ذلك من قصر التابوت وصغر حجم الجثة .
قلت وأنا انظر الى هذه المشاهد : سبحان الله ! مهما كان الإنسان مالكاً ومهما تعاظمت ثروته ، وسلطته وجبروته ، تبقى حياتة ومصيره بيد الله تعالى .
فهذه الحضارة الهائلة والقصور والاهرامات وأبو الهول ، لم تمنع اقدار الله تعالى من أن تقتلع هذا الشاب الفرعوني الطاغية من كرسي الملك ، فمصر بنيلها العظيم وأهراماتها ومقدراتها كلها كانت بيد ، هذا الملك .
فما أغنى عنه ماله ، ولا شبابه ولامجوهراته ، ولا كهانته من ، اقدار الله تعالى وما جرى به القلم .
وهذا عمر بن الخطاب الذي ملك مصر بنيلها وأهراماتها ، وكامل الحضارة الفرعونية ، ونصف الكرة الأرضية ، لم يتعالى ، ويتفرعن بعد هذه الإنجازات التاريخية الضخمة .
فقد ارسل اليه عمر بن العاص ، ينقل اليه رغبة المصريين في أن يلقوا في نهر النيل بما يسمونه عروس النيل ، لكي يرضى النهر ويفيض .
فرد عمر بهذه الرسالة : من عمر بن الخطاب إلى نيل مصر
( ان كنت تجري بأمرك ، فلا حاجة لنا إليك ، وان كنت تجري بأمر الله ، فإن الذي أجراك هو الله ، ولن نقذف فيك بعروس )