إنه الخمر !! فقد تلاقت امريكا ، عام ١٩٣٠م مع الجزيرة العربية ، فقد أقدمت حكومتها على اصدار قانون بتحريم شرب الخمور وتعاطيه .
ولكن لم تمضي فترة حتى أخذت رؤوس الذين أصدروا القانون تترنح من ألم الحرمان ، ثم ماهي إلا أن عادوا : فمزقوا صك القانون وعاد الشعب الأمريكي إلى حانات الخمور .
أما في المدينة المنورة من الجزيرة العربية ، وقبل خمسة عشر قرناً ، حيث العرب الأميون الذين كانوا يتعلقون بالخمر كتعلقهم بالماء والشمس والهواء .
فإن هؤلاء العرب المسلمون ما أن بلغهم نداء الله القائل : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ * وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 91]
فحطموا الأقداح ، وتعالت الأصوات ، أنتهينا ، أنتهينا ، يارب .
فما الفرق بين أمريكا التي أمنت بخطورة الخمر عن تجربة ودراية وعلم .
وبين أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذين استقبلوا الأمر من الله تلقياً وآمنوا به غيباً دون تجربة أو دراية أوبرهان . إنها قضية قانون السماء وقانون الأرض .