لو تأملنا للواقع الحقيقي الذي يعيش فيه المسلمون في هذه الأزمنة . وتسلط العالم الغربي عليهم . إن مما لا شك فيه أنهم متسلطون على المسلمون بالقهر والإذلال .
ومما لاشك فيه أن ذلك ليس قضاءا إلهياً نازلاً بهم ، دون تسبب منهم ولا اختيار ، بل هو من ثمرات كسبهم وما جنته أيديهم .
فقد بدلوا أكثرهم نعمة الله التي أسداها إليهم كفراً ، إذ أعرضوا عن شكرها ، ومعرفة حق المنعم عليهم بها ، لا سيما نعمة الإسلام الذي أرتضاه الله لهم وجعلهم أمناء في تبليغ رسالته الخاتمة .
فتبرموا بشرائعة وأحكامه به مبدأ ونظاماً وحكماً ، ثم استخفوا به وأعرضوا عنه .
وسبيل الإنفلات من هذا الذل والتسلط ، واضح معلوم لمن أراد حقاً ، الانفلات منه والتوجه إلى طريق العزة والنصر .
انظر الى وصية عمر : لسعد بن أبي وقاص ، وهو في طريقه لمعركة القادسية ، وهو يلفت النظر إلى هذه السنة الإلهية ، ويهيب به ، أن يبعد جيشه عن الإنحرافات والمعاصي التي تجعله عرضة للوقوع تحت قبضة الظالمين ، إنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله تعالى ، ولولا ذلك لم نكن لنا قوة بهم .