أن طبيعة هذا القرآن لتحتوي على قوة خارقة ، نافذه ، يحسها كل من له ذوق وبصيرة ، وإدراك لخوافي المعاني البيانية .
والذين تلقوه وتكيفوا به ، سيروا ما هو أضخم من الجبال ، وهو تاريخ الأمم والأجيال وقطعوا ماهو أصلب من الصخور ، وهو جمود الأفكار ، وجمود موروثات تقاليد الأباء والأجداد ، وأحيوا ماهو أخمد من الموتى وهي روح الشعوب التي قتلها روح الطغيان والإنحراف .
القوة التاريخية النافذة :ـــــ
ان التحول الذي طرأ في نفوس العرب وحياتهم ، فنقلها تلك النقلة الضخمة ، لا يمكن أن يتصور أن يتحقق إلا من خلال فعل هذا الكتاب ، وما يحمله من قيم جديده ومفاهيم ، استولت على النفوس ، وأحدث فيها هذا التحول التاريخي الضخم .
لقد صنع هذا القرآن في النفوس التي تلقته أكثر من تسيير الجبال وتقطيع الأرض وإحياء الموتى .
لقد صنع في هذه النفوس : خوارق أضخم وأبعد أثرا في أقدار الحياة من خلال الفتوحات الإسلامية التي بهرت العالم وهزت معتقدات أمم ذات عراقة في الحضارة المادية .