يقول أحد الكتاب المعاصرين : إنني أعيش اليوم في دنيا المسلمين ظاهرت إضاعتهم للأوقات ، وتبذير للأعمار ، جاوز حد السَّفه .
فلا عملوا لعمارة دنياهم ، شأن أهل الدنيا ، ولا عمارة آخرتهم شأن أهل الدين ، بل خربوا الدارين ، وحُرموا الحسنيين .
وقد لمست لدى المسلمين في قرونهم الأولى – وهي خير القرون – من حرص شديد على أوقاتهم ، فاق حرص من بعدهم على دراهمهم ودنانيرهم .
عن معاذ بن جبل : أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : –
( لن تزول قدما عبدٍ يوم القيامة ، حتى يُسأل عن أربع خصال : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به ) .
كان السلف يسمون الصلوات : ميزان اليوم ، ويسمون الجمعة ميزان الأسبوع ، ويسمون رمضان ميزان العام ، ويسمون الحج ميزان العمر .
وذلك حرصاً منهم على أن يسلم لأحدهم يومه ، فإذا مضى اليوم ، انتقل همه في سلامة الأسبوع ، وهكذا بقية المناسبات الشريفة .
ومهما طال عمر الإنسان في دنياه ، فهو في حالة سير الى الله لا وقوف ولا تراجع البتة حتى يصل إلى نهاية الرحلة .