والعبرة هنا التلطف والخلق النبوي الرفيع ، في اسلوب خطاب يوسف لأخوانه ،وحفاظه على مشاعرهم من أن تخدش ، أو يشعرون باللوم والذنب .
اقتلع هذا الإحساس قبل أن يوجد ، حيث قال لهم : ( إذ أنتم جاهلون ) أي : أنما حملكم على ذلك ، الجهل وطيش الشباب .
لا حظ أن يوسف في غمرة هذا الموقف العظيم ، لم ينس ارتباطه بالله دائماً عندما قال : ( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) نفس الموقف في منزل فرعون ، وفي السجن .
ونذكر موقف ابراهيم ، عندما قُذف بالمنجنيق ، عندما جاءه جبريل اثناء هبوطه في النار إذ قال له : الك حاجة ؟ قال ابراهيم : أما إليك فلا وأما إلى الله فهو أعلم بحالي .
وأيوب : نفس الموقف ، عندما طلبت منه زوجه أن يدعو الله تعالى ، الشفاء مما ألم به ، قال : هو اعلم بحالي .
قال العلماء : دخل يعقوب وأبنائه مصر في زمن يوسف وهم بضع وستون إنساناً وخرجوا منها في زمن موسى وهم ستمائة ألف إنسان .