الغافل : إذا أصبح ينظرُ ماذا يفعل ، والعاقل : ينظر ماذا يفعل اللهُ به .
قال أحد العارفين معلقاً على هذه الحكمة النفيسة :
الغافل : هو الجاهل بالله ، ولو كثر ذكره باللسان . والعاقل هو : العارف بالله ، ولو قل له ذكر اللسان .
إذ المعتبر هو ذكر القلوب ، فالغافل نفسه موجودة ، واَماله ممدودة ، إذا أصبح : نظر ماذا يفعلُ بنفسه فيدبر شؤونه وخططه معتمداً على علمه وفهمه وعبقريته مثل قارون : (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي) .
فهو معتمد على حوله وقوته ، فإذا فسخ القضاء ماأبرمه وهدم له ما خططه غضب وسخط وحزن وقنط ، فنازع ربه فلاجرم أنه يستحق من الله البعد .
وأما العاقل والعارف عن الله : فليس له مع غير الله تدبير ، فتصرفه بالله وإلى الله فإذا أصبح نظر ماذا يفعل الله به ، فيتلقى قضاء الله بالفرح والسرور .
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : أصبحت ، ومالي سرور إلا مواقع القدر .
فإذا أراد الغافل عن أقدار الله : العيش مع الله فلينعزل عن حظوظ نفسه وهواه ، ويقبل أقضيت الله بالرضى والتسليم : وليعلم أن حب الله قطبٌ تدور عليه الخيرات وأصل جامع لكل الكرامات .