أشراف قريش : عتبه بن ربيعه ، وشيبه بن ربيعة ، وأبو جهل بن هشام ، وأميه بن خلف ، وأبو سفيان ابن حرب ، كانوا في مجلس ابو طالب ، في ساعته الأخيرة لحسم الموقف مع ابن أخيه محمد في قضية الرسالة .
فقالوا يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت ولقد حضرك ما ترى ، وقد علمت الذي بيننا وبين ابن أخيك فادعه ، فخذ لنا منه ، وخذ له منا ، ليكف عنا ونكفّ عنه ، وليدعنا وديننا ، ولندعه ودينه .
فبعث إليه عمه ، فقال : ياابن أخي ، هؤلاء أشراف قومك قد اجتمعوا اليك ، ليعطوك وليأخذوا منك ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( نعم كلمة واحدة تعطونها تملكون بها العرب ، وتدين لكم بها العجم .
فقال أبو جهل : نعم وأبيك وعشر كلمات ، قال : ( تقولوا لا إله إلا الله ، وتخلعون ما تعبدون من دونه ) ، فصفقوا بأيديهم ، ثم قالوا : يامحمد أتريد أن تجعل الآلهة إلهاً واحداً ، إن أمرك لعجيب !! .
ثم قال بعضهم لبعض : إنه والله ما هذا الرجل بمعطيكم شيئاً مما تريدون ، فانطلقوا وامضوا على دين آبائكم ، حتى يحكم الله بينكم وبينه ، ثم تفرقوا .
وقد لقي معظم هؤلأ حتفهم في معركة بدر ، بعد أن كونوا مجلس مواجهة مع صاحب الدعوة ، وأعلنوا الإستنفار في مكة ، واشعلوا الحرب على كافة الأصعدة .