السائرون في هذه الدنيا إلى دار السلام والمسقر الدائم . هم ثلاثة أقسام :ـ
الظالم لنفسه ، والمقتصد ، والسابق بالخيرات بإذن الله تعالى ، وهؤلاء الأصناف كلهم مستعدون للسير ، موقنون بالعودة إلى الله ، ولكنهم في مجال التزود ، وتعبئة الزاد واختيار انواعه : مختلفون في قوة السير في البطء والسرعة .
فالظالم لنفسه : مقصر في الزاد لم يأخذ منه ما يبلغه المنزل لا في القدر ولا في الصفة .
والمقتصد : اقتصر من الزاد على ما يبلغه ، ولم يشد مع ذلك أحمال التجارة الرابحة فهو سالم غانم ، ولكن فاتته المتاجر الرابحة ، وأنواع المكاسب الفاخرة .
السابق بالخيرات : من طراز خاص ، ومعدن ثمين ، همه في تحصيل الأرباح ، وشد أحمال التجارات الرابحة ، لعلمه : بمقدار الربح الحاصل ، فيرى خسراناً أن يدخر شيئاً مما بيده ولا يتجر به ، فهو كرجل قد علم أن أمامه بلدة الدرهم يكسب فيه عشرة إلى سبعمائة وأكثر.
وله خبرة بطريق ذلك البلد وخبرة واسعة بالتجارة ، فهو لو أمكنه بيع ثيابه ، وكل ما يملك حتى يهيئ به ، تجارة ذلك البلد لفعل ، فهكذا حال السابق بالخيرات بإذن الله ، يرى الخسارة كل الخسارة أن يمر عليه وقت وهو لاه عن الإستعداد .