وقف هذا اللورد أمام المكريفون، وجاء في كلمته ، أمام مجلس اللوردات ، أعلى هيئة برلمانية بريطانية . أنه شعر بالصدمة والتقزز، عندما علم أن الحكومة قد أقدمت على السماح للأمريكان ، باستخدام الأراضي البريطانية لضرب ليبيا هذه الدولة الإسلامية الصغيرة . وأردف قائلاً : يجب أن تعلموا أيها اللوردات أن العرب المسلمين أمة عريقة ، ذات تاريخ وحضارة إنسانية ، رفيعة الشأن ، وأصحاب رسالة سماوية ، تحمل أعظم المضامين ، الأخلاقية والإنسانية . ويسعدني أن أنقل لكم قصة فريدة ، لم يحدث لها مثيل في الماضي ، ولا أرى أنها قد تتكرر في المستقبل . لقد توجه خليفة المسلمين عمر بن الخطاب من عاصمة الإسلام المدينة عبر الصحراء الى القدس لغرض استلام مفاتيح المدينة بعد ان طال حصارها ، ورفض المحاصرون تسليمها إلا للخليفة شخصياً. واستلم المفاتيح وقدم الضمان لسلامة سكان المدينة . وعندما حان وقت الصلاة ، طلب منه أحد المتشددين تأدية الصلاة في الكنيسة ، ولكن عمر رفض الفكرة لئلا يؤخذ عليه أنه قد استحل حرمات ومقدسات الآخرين ورأى أن يؤدي الصلاة في فناء بعيد عن الكنيسة . بينما نحن نحول مساجدهم ، مراقص أو اسطبلات للخيول .
هذا هو تاريخ المسلمين وموقف خليفتهم وهو في قمة انتصاره على الجيوش الصليبية . ولم يأمر جيشه بتدمير المدينة على سكانها كما فعلنا نحن في حروبنا معهم . فنحن نقول : ما يقع من مخالفات فردية من بعض المسلمين ، لا ينبغي أن يؤخذ دليلا على نقصها ، وعيب مستحكم فيها، فتوصف بالدونية ، من بين بقية الأمم وهذا لا يصدر من عاقل منصف ، بل هي من أفضل الأمم بنص القرآن . وكل شر يصدر منها ، فهو في غيرها أعظم