لو أن الشيطان ألقى بساوسه دفعة واحدة ، ليضل بني آدم لما استجاب له ، لأن خداعه ، ينكشف ، ولذلك فهو يلجأ إلى التدريج ، فينتقل من منكر إلى منكر أكبر منه .
وقد فصّل الإمام ابن القيم رحمه الله في هذا المكر الشيطاني ، الذي قلما ، يسلم منه بشر ، فبين أن الشيطان يقف للإنسان في سبع عقبات ، أولها عقبة الكفر ، فإن نجا منه العبد وقف له في عقبة البدعة .
ثم في عقبة فعل الكبائر ، ثم في عقبة فعل الصغائر ، فإن سلم من هذه العقبات ، وقف له في عقبة الإكثار من المباحات ، حتى تشغله عن الطاعات ، فإن غلبه المؤمن بإيمانه شغله بالأعمال المفضوله عن الأعمال الفاضله فإن سلم من ذلك ، وقف له في العقبة السابعة .
هذه العقبة الكأداء التي لا يسلم منها مؤمن ، إذ لو نجا منها أحد ، لنجا منها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنبياء الله ، وهي تسليط حزبه وجنوده من الأعداء الفجرة على المؤمن ، بأنواع الأذى وهذه العقبة .
إذ لا حيلة للعبد في التخلص منها ، وما عليه إلا أن يراغم أعداءه ، فمن تعبَّد بمراغمة عدوه فهو من أهل الاستقامة ، انظر في كتاب مصائب الإنسان من مكائد الشطان ، لبن مفلح .