الأسبوعية لحظة سقوط :ـ أتذكر في أوائل عهدنا في الملاعب ” في الزمن الجميل “: أنه كان الأوائل يعلموننا ، بأن من أعظم فوائد الرياضة : أنها ترتقي بملكة الصبر والتحمل وتسموا بالإنسان في سلوكه وأخلاقة ، وتعلمه فن التعامل وتجاوز زلات الآخرين بسبب ما يتعرضون له في الملاعب من أخطاء وأحتكاك مع الآخرين التي هي من سمات هذه اللعبة .
وفي ختام الدوري ـ 1437. وعلى مشهد من قائد الأمة وكبار رجال الدولة ومرأى من المشاهدين .
شهدنا أحد اللاعبين في ختام مباريات كأس الملك : وهو يلكم زميله ، ويرفسه بقدمه وهو ملقى على الأرض.
وقد كان هذا اللاعب ، قبل قليل : قد صفقت له الجماهير على تسجيله أجمل هدف في الدوري فتألق بفعلته تلك ، فما لبث غير بعيد ، حتى سقط في الحضيض من أعين الناس بفعلته المعيبة الشنعاء ، الذي لم يقم فيها وزناً حتى لحضور قائد الأمة وهو يتابع المباراة في الملعب بنفسه . وكان من المتوقع أن يتدخل رئيس النادي ، ويعلن طرده من الفريق مهما كانت قدراته ومهاراته في اللعب ، الأخلاق أولاً : ( إن الأمم الأخلاق مابقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا ) ، فقد أعفى الملك سلمان حفظه الله ، وزراء من مناصبهم ، لسوء تعاملهم مع المواطنين، بما هو أقل من ذلك .
********
وهذا المشهد المعيب : يذكرني : بقول المواطن البريطاني لأحد طلابنا ، وهو يقدم له بعض المطبوعات عن الإسلام .
قال للطالب : نحن لا نريد مطبوعات ولا نريد الإستماع إلى محاضرات عن الإسلام ، نحن نعلم دينكم ، وما يحمله من مبادئ وشرائع وقيم .
ولكن يكفينا منكم أن نراه مطبقا في واقع الأمة الإسلامية سلوكاًواخلاقا خيرية هذه الأمة : ـ هذه الأمة ، نالت الخيرية بما أختاره الله لها أن تكون خير أمة أخرجت للناس بما تملكه من قيم .
قال الله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس …) فينبغي أن نكون على مستوى هذه الخيرية ، في سلوكياتنا وأخلاقنا .
حتى في عقائدنا القتالية ، ديننا يأمرنا أن نحسن التعامل مع الأسرى المحاربين، ولا نتعرض للشيوخ والنساء والأطفال بالأذى ولا نجرف الأراضي الزراعية تنكيلاً بالعدو ، ولا نقلع الأشجار، ولا ندمر المدن ، كما يفعل الآخرون . هكذا ينبغي أن نرتقي ونسموا إلى المستوى الذي أراده الله لنا .