المنافقون : قوم أظهروا الإسلام ومتابعة الرسول ، وأبطنوا الكفر ومعاداة الرسول ، وهم في هذه الأزمنة ، أكثر ظهوراً وأكثر شراسة في معاداة الإسلام .
وهؤلاء المنافقون مكانهم في الدرك الأسفل من النار . قال الله تعالى : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) .
فالكفار المجاهرون بكفرهم منزلتهم يوم القيامة فوق طبقة المنافقين ، لأن كلا الطائفتين أشتركا في الكفر ، ومعادات الله ورسوله ، وزاد المنافقون عليهم بالكذب ، والنفاق ، وبلية المسلمين بهم ، أعظم من بليتهم بالكفار المجاهرين بالكفر.
ولهذا قال الله تعالى : ( هم العدو فاحذرهم ) : وإنما كانت هذه الطبقة في الدرك الأسفل من النار لشدة خطرهم ، فإنهم خالطوا المسلمين وعاشروهم ، وباشروا شواهد الإيمان ، ما لم يباشره البعداء .
ووصل إليهم من معرفة الإسلام وصحته ، ما لم يصل المنابذين بالعداوة ، فإذا كفروا مع هذه المعرفة والعلم ، كانوا أغلظ كفراً ، وأخبث قلوباً ، وأشد عداوة لرسوله وللمؤمنين من البعداء عنهم . كما أنهم يعيشون في ديار المسلمين صباحاً ومساءً ، يدلون العدو على عورات المسلمين ، ويتربصون بهم الدوائر .
وهم في هذه الأزمنة أشد خطورة ، لأن في أيديهم وسائل أكثر انتشاراً ، مستغلين الثورة في تقنية الإتصالات المسموعة والمرئية ، ومؤخرأ وسائل الإتصالات الإجتماعية .
فيمكننا الإطلاع على مواقفهم المشبوهة في مقالاتهم أو في الندوات ، والمقابلات ، مع أنهم شديدي الحذر في كلماتهم ولكن العبارات تتفلت منهم ، وتظهر خبيئتهم، فهم بهذه الصفة : أغلظ كفراً وأخبث قلوباً وأشد عداوة لله ورسوله وللمؤمنين .
وإذا كانوا كتاباً أو يتصدرون وسائل الإعلام ، ينخرطون في الأجنبي ، لتشويه صورة الإسلام ، فهي الطامة الكبري ، ومن يحمل التأهيل العالي منهم ، يعملون مستشارين في وزارات الخارجية ، ويقدمون دراسات مغلوطة لمراكر البحوث من خلال تأويل نصوص القرآن . ويحذرون صناع القرار وأهل التأثير في الغرب من خطورة المسلمين على الحضارة الغربية .